هذه التدوينة واحدة من صلاث تدوينات تتعلق بالبطولة الافريقية
وهذه كتبتها بعد الفوز في مبارة الكوت ايفوار ولكني قررت المجازفة بالانتظار لنشرها بعد مبارة النهائي متوقعا الفوز بالبطولة والحمد لله قد كان فقمت بعدة تعديلات قبل نشرها
**************
قد يبدو للوهلة الاولي العنوان صاد ما لكني لا اقصد منه رفض السعادة العارمة التي ملأت الشوارع المصرية امس بقدر ما اريد الوقوف علي اسبابها ودوافع انطلاقها بهذه القوة والروعة
في الايام الماضية كانت البطولة الافريقية هي الشاغل الاول لكل الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم هذا العشق الذي تشارك فيه كل شعوب العالم الغنية منهم والفقيرة علي السواءهذا العشق الذي جعل بعض المحللين ينظرون الي كرة القدم علي انها جزء من السياسة العالمية لالهاء الشعوب وانا اري هذا التصور حقيقي للغاي و سواء كان مقصودا ام لا ذلك بمعني ان هناك فعلا من وراء ذلك او كان ذلك من سبيل الصدفة فالنتائج واحدة وفاعلة
في الايام الماضية كانت البطولة الافريقية هي الشاغل الاول لكل الجماهير المصرية العاشقة لكرة القدم هذا العشق الذي تشارك فيه كل شعوب العالم الغنية منهم والفقيرة علي السواءهذا العشق الذي جعل بعض المحللين ينظرون الي كرة القدم علي انها جزء من السياسة العالمية لالهاء الشعوب وانا اري هذا التصور حقيقي للغاي و سواء كان مقصودا ام لا ذلك بمعني ان هناك فعلا من وراء ذلك او كان ذلك من سبيل الصدفة فالنتائج واحدة وفاعلة
ولن استطرد في هذا الاتجاه لانه ليس مثار الحديث ولا مساره بقدر ما يهمني الحديث عن حالة السعادة الرائعة التي يعيش فيها الشعب المصري نتيجة الانتصارات المتتالية للفريق المصري (لن اقول الوطني لان لدي حساسية من الخزب الوطني) هذه الانتصارات التي توجت اخيرا بفوز مستحق بالبطولة هذه الحالة من السعادة الصاخبة الرائعة التي يراها بعض الباحثين او الناظرين الي ماوراء الحدث مستغربة بعض الشئ وان كنت اراها انا مطلوبة وطبيعية لاسباب بعيدة عن العشق الكروي وان كان ظاهرها في المطلق هو العشق الكروي
هؤلاء المتعجبين من تلك السعادة هم من يتساؤلون لماذا السعادة في زمن الابادة وهو سؤال تعجبي بحت بقصد كيف يسعد الناس في ظل ما يعانوه من ظروف سيئة بل اقول غاية في السوءمن كوارث ومهازل زمفاسد وسوء تنظيم كيف السعادة في ظل الحصار والتجويع والتضييق والخناق كيف السعادة في طل موجات الغلاء الفاحشة التي تسري في المجتمع كيف السعادة وسجناء الرأي يملؤن السجون كيف السعادة ونحن في قمة التأخر والتبعية العمياء للغرب وافكاره
هذه هي وجهة نظر لقطاع واعي من المجتمع تؤلمه للغاية قضايا امته للحد الذي جعله بتعجب من اظهار السعادة و كأنها مرض عجيب
ولكن من وجهة نظري انه لنفس هذه الاسباب التي ادت للتعجب هي نفسها الاسباب التي ارها وراء تلك السعادة العارمة ففي ظل الهزائم المتوالية والتتابعة في كل مجالات الحياة سياسية كانت او اقتصادية واجتماعية .. يشتاق المصريون الي نشوة النصر وسعادته يتوقون الي فرحته وعزته وكلما زادت الهزائم زاد الاشتياق و اشتد بالناس الشوق وكلما ظلمت المعايش زاد احتفال الناس باي فوز مهما بدا صغيرا
اننا في مصر نعيش حالة كبت رهيبة وحالة هزيمة بالغة مستمرة ودائمة ونفتقر الي معني النصر والمجد وبالتالي زاد احتياجنا الي شئ ما نفخر ونفاخر به
وفي ظل تلك الحالة البائسة من انكسار وكبت ادي الي اشتياق وشوق تأتي البطولة الافريقية فينطلق المخزون الدفين من السعادة اننا باختصار نمر بحالة نقص شديدة للسعادة لذا خرج الالاف مهللين بالفوز كأنه نصرا علي الاعداء وفتحا للبلاد وتحريرا للعباد ودرءا للاستبداد خرج الالاف افراحا ةارتفعت في السما اعلاما وعلت بالاصوات هتافا واجتمعت تلك الفرحة في كلمة تخرج من الافواه مصر
هذه هي وجهة نظر لقطاع واعي من المجتمع تؤلمه للغاية قضايا امته للحد الذي جعله بتعجب من اظهار السعادة و كأنها مرض عجيب
ولكن من وجهة نظري انه لنفس هذه الاسباب التي ادت للتعجب هي نفسها الاسباب التي ارها وراء تلك السعادة العارمة ففي ظل الهزائم المتوالية والتتابعة في كل مجالات الحياة سياسية كانت او اقتصادية واجتماعية .. يشتاق المصريون الي نشوة النصر وسعادته يتوقون الي فرحته وعزته وكلما زادت الهزائم زاد الاشتياق و اشتد بالناس الشوق وكلما ظلمت المعايش زاد احتفال الناس باي فوز مهما بدا صغيرا
اننا في مصر نعيش حالة كبت رهيبة وحالة هزيمة بالغة مستمرة ودائمة ونفتقر الي معني النصر والمجد وبالتالي زاد احتياجنا الي شئ ما نفخر ونفاخر به
وفي ظل تلك الحالة البائسة من انكسار وكبت ادي الي اشتياق وشوق تأتي البطولة الافريقية فينطلق المخزون الدفين من السعادة اننا باختصار نمر بحالة نقص شديدة للسعادة لذا خرج الالاف مهللين بالفوز كأنه نصرا علي الاعداء وفتحا للبلاد وتحريرا للعباد ودرءا للاستبداد خرج الالاف افراحا ةارتفعت في السما اعلاما وعلت بالاصوات هتافا واجتمعت تلك الفرحة في كلمة تخرج من الافواه مصر
معبرة عن حالة من الانتماء لا ننكرها والحب الشديد لا نواريه ومن الشوق للنصر اضعاف ما تحويه من حب وانتماء
وللمتابع لتلك البطولة وحالات الفرح المتابعة لها علي مدار السنوات السابقة سيدرك ان الفرحة بتلك البطولة تحديدا هذا العام مختلفة كل الاختلاف عن سابقتها في 2006 او 1998 والكل اجمع علي ان الفرحة هذا المرة اكبر بكثير والسعادة اعمق بمراحل والاعداد التي نزلت للشوارع اضعاف المرات السابقة كل هذا لان الجرح صار اعمق والظلام صار احلك والاوضاع باتت تنتقل من سئ الي اسوء فالعلاقة بين السعادة بالنصر والاوضاع السيئة علاقة طردية واضحة
هذه التدوينة لا تعني بحال من الاحوال اني اقدم دعوة للاكتئاب في طل خالة التفريغ العاطفي للسعادة التي يمر بها المصريون بل علي النقيض تمااما فانا ادعو الناس للخروج الي الشوارع والااختفال وان ترفع الاعلام وتشعل النيران في مرات قليلة اتي سيجدون فيها تلك اللذة وتلك النشوة فلابد من اغتنامها غير متناسيين ما يمر بنا من نكبات ولا متغافلين عن قضايا امتنا كل ما اريده لا تسكرنا نشوة الانتصار عن قضايا اوطاننا فلا ننسي قضية غزة ولا ننسي المعتقلين في السجون مثل ايمن نور والشاطر والزعفراني وغيرهم لا ننسي حرية الصخافة ومحاكمة ابراهيم عيسي ورفاقه
وان ننزل كلما سنحت الفرصة فنرفع الاعلام فرحا ونعلي الاصوات هتافا ولقد كنت امس في وسط المدينة احمل العلم واهتف مع الهاتفين وافرح معهم لكن بفارق بسيط هو اني اعي جيدا (او هكذا احسب نفسي او ادعي) انني افهم سر هذه الحالة من السعادة والتي امر بها شأني كشأن اي مصري
وعلي جانب اخر في ظل هذه السعادة بالفوز لي رجاء وتمني من الجميع هو ان ننسب الفوز لمستحقيه اتمني للحظة واحدة ان يتوقف المنافقين عن نفاقهم في هذه لايام السعيدة ارجوكم لا تنغصوا علينا سعادتنا بالنفاقاهتفوا لعمرو زكي فهو يستحق الهتاف ولا ابو تريكة فهو يستحق التقدير والاخترام (لذلك افردت له تدوينة كاملة تنشر لاحقا) علقو صور زيدان وفتحي علي السيارات اهتفوا للحضري "ارقص يا حضري" ولا حمد حسن وللمعلم شحاته وليعلوا صوت فيروز بالغناء بأغنية انا وشادي ولتصدعوا ادمغتنا لايام وايام بأغاني النصر التي اعتدنا ان نسمعها فقط ايام البطولات الرياضية
ولكن ارجوكم رجاءا شديدا الا تنسبوا الفضل لغير مستحقيه
فليصمت من يقول شكرا لراعي الكرة المصرية
ومن يقول الفضل لتوجيهات الرئيس ومكالماته الهاتفية
وكأن راعي الكرة المصرية هو الذي احرز هدف الفوز في مباراة الكاميرون او ان سيادته هو الجهاز الفني باكمله بتوجيهاته الرشيدةاو ان مكالمته الهاتفية حددت لحسني اين سيقفز الحارس فيسدد في الزاوية الاخري او هي التي امرت ابو تريكة بتوجيه الكرة في الزاوية الضيقة ليأتي بالفوز لمصر
او انها ابلغت الحضري بان يكون سدا عاليا في مواجهة كرات دروجبا
اتقوا الله فالذي اسعدنا هو منتخب مصر وليس صاحب الفخامة ونجليه
الذي اراح قلوبنا هو ابو تريكه وحسني ووائل وعمرو زكي وشوقي وليس سيادته
اوجز كل ما قلته في جملة واحدة
اغتنموا السعادة السانحة واغتنموها كلما سنحت غير ناسيين او متناسيين اسبابها ولا متجاهلين من وما وراءها وغير غافلين ولا متغافلين عن قضايا امتنا ناسبين الفضل كل الفضل لمستحقيه لا لمعاليه
اسلام العدل
العلاقة بين السعادة بالنصر والاوضاع السيئة علاقة طردية واضحة ...
لذا ..
اغتنموا السعادة السانحة واغتنموها كلما سنحت غير ناسيين او متناسيين اسبابها ولا متجاهلين من وما وراءها وغير غافلين ولا متغافلين عن قضايا امتنا ناسبين الفضل كل الفضل لمستحقيه لا لمعاليه ...