اذا اهدي اليك ثعبانا فخذ جلده الثمين والقي بقيته
هكذا تعلمت منذ الصغر ان انظر لنصف الكوب الممتلئ لا الفارغ
وما قامت به الدنمارك من نشر للسوم المسيئة للرسول ماهو الي ثعبان قدم الينا وعلينا اذا ما اردنا احسان التصرف ان نستحضر الاية القرأنية " ان كل شئ خلقناه بقدر" ثم نفكر بعقلانية في اجزاء الثعبان وايها يمكن الاستفادة منه
فاذا ما نظرت للثعبان للوهلة الاولي ستفكر في سمه اللعين وانيابه الحادة بينما تلك الاسنان وذلك السم لا يمثل من الثعبان الا ما يقل عن 5% من حجمه بينما للثعبان جلد ثمين يملؤ بقية جسمه وراء تلك الاسنان وخلف ذاك السم
ولمعرفة اي جلد ثمين يكمن وراء ذلك السم المتمثل في الاساءة الي الرسول فعلينا اولا ان ندرس تلك الاساءة في ضوء الاحداث المحيطة بها والاوضاوع التي نعيشها لا مجردة منها
وهذا يضعنا امام عدة نقاط هامة نكتفي بذكر ثلاث منها
النقطة الاولي : ان تلك الاساءة جاءت من دولة همشت دينها باسم العلمانية وهنا الاساءة نتيجة عدم تقديس الاديان وهو من نتائج العلمانية بل من دعائما الاصلية وثوابتها الرئيسية
النقطة الثانية :تلك الاساءة جاءت كمشاركة او كجزء من الحملة العالمية علي الاسلام تلك الحملة التي بدأت بانهيار ما سمي بخطر الزحف الاحمر لايمان الغرب بقوة الاسلام فلجأ الغرب الي الصاق تهمة الارهاب بالمسلمين في بادئ الامر ثم تطور للاسلام ثم تطور علي يد الدنمارك لاصاقه بالرسول اي ان اساءة الدنمارك متناغمة ومتناسقة مع الحملة العالمية
النقطة الثالث : هو محور متعلق بالاعلام حيث جاءت الرسوم في ظل تصاعد ردرود الفعل الشعبية في العالم ضد حصار غزة فاثارت الرسوم صجة للتغطية علي مأساة غزة سواء كان هذا مقصودا ام لا لكنه واقع لايمكن تجاهله
هذه النقاط الثلاث توفر لنا الجلد الثمين اذا ما نظرنا الي ما وراء الامور
او كما يقول دكتور صموئيل جونسون ان اعادة النظر الي الجانب الصالح في كل حادثة لهو اثمن من الحصول علي الف جنيه بالساعة
فمن النقطة الاولي وفرت الدنمارك للاسلاميين وسيلة جديدة في مواجهتهم المستمرة مع دعوات العلمانية وزادت من نفور العاامة من
العلمانية التي تؤدي الي عدم احترام المقدسات والاديان وهو ما يعد نصرا جديدا للتيار الاسلامي او الحركة الاسلامية
ومن النقطة الثانية قامت الدنمارك بعمل هزة للمسلمين عملت علي افاقتهم من وهم الصاق الارهاب بالمسلمين ومن وهم ان الحرب علي الارهاب فهناك من المسلمين من ينظر للحروب باسم الارهاب علي انها مشروعة وان هؤلاء المدعوين ارهابيون نتيجة فهم خاطئ للاسلام مما جعل الكثيرون يستكينون لتلك الحروب ويغفلون عن حقائقها الا ان تللك ارسومات جاءت لتلصق الارهاب بالنبي عليه الصلاة والسلام وكأن الدنمارك لا تريد من المسلمين ان يغفلوا عن حقيقة تلك الحرب وكأنها تريد عدم اعطاءنا الفرصة للاستسلام والخنوع
كما انه كلما زادت الدول المشاركة في تلك الحملة علي الاسلام فهو اعتراف بقوة الاسلام واثره وواقع مستقبله
ومن النقطة الثالثة توجيه نظرتنا للاعلام واهمية الاستفادة منه واثبات جدي ان الاعلام هو محرك قوي للشعوب والامم لابد من استغلاله كما يستغله الغرب في حربهم ولعل هناك بعض القنوات الفضائية فهمت تلك المعادلة وادركت اهمية الاعلام وعلي رأسها قناة الرسالة وجهودها المباركة في الافادة بالاعلام
وطالما بقيت هذه النقاط الثلاث جزءا من السياسة الدولية والحراك الاممي ستتكرر الاساءات التي لم ولن تتوقف منذ عهد الرسول الي يومنا هذا
فاذا ما كنا في قمة مجدنا سيسيئون الينا حقدا وكرها واذا ما كنا في قاع ضعفنا سيسيئون ايضا خشية ان ننهض او نفيق وستتراوح قوة وتأثير تلك الاساءات مع مدي ادراكنا ودراستنا للواقع المحيط بنا ومع اليات الاستجابة لمعطيات هذا الواقع
وتذكروا دائما قول الله تعالي : ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
لذا فواجبنا اليوم ليس تدمير السفارات وتخريب السيارات غضبا و غيرة علي رسول الله بل واجبنا الاقتداء بسنته في نصرته وقد تحدث عن هذا الجزء الحبيب علي الجفري اثابه الله خيرا لذا فلا داعي لاعادة تكرار حديثه
وفي النهاية
ماذا يضير الشمس اذا ما قذفت في وجهها التراب يا هذا لا انت حجبت الشمس ولا انت منعت نورها
ويقول الدكتور عائض القرني في كتابه لا تحزن
موتوا بغيظكم ...بل تستطيع ان تصب الخردل في افواههم بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك
اخي المسلم كن صورة حية متحركة للاسلام ..في كل مكان تدخل فيه يعرف الاسلام من خلالك وحين يكون لسان حالك عملا وقولا سرا وجهرا بكل فخر وعزة قائلا انا الاسلام
عندها ينتصر رسول الله
اسلام العدل
لموقع نبي الرحمة
http://www.nabialrahma.com