الحقيقة حين عدت من الجيش والحالة المزاجية لا تسمح لي بالكتابة عما كنت انوي الكتابة فيه ربما عن احداث طريفة حدثت او مشاعر مررت بها في الفترة السابقة ربما بسبب وفاة جدتي التي تزامنت مع نزولي اول اجازة لذا اثرت ان اؤجل تلك الاحاديث الشخصية لوقت لاحقواكتب اليوم مقالا عن اشكالية الطاعة في الحركات الاسلامية الحقيقة حين جلست للكتابة كان تخيلي ان اكتب عن عدة اشكاليات تمر بها الحركات الاسلامية في الوقت الحالي وبعد ان سجلت بضع نقاط مثل التعددية والايمان بجدواها وعلاقة الذات بالاخر والتفكير المنهجي وخلل الحد الفاصل بين الدين كامر رباني وبين التنظيم كامر بشري والقيادة بين فكر المفكر وخطابة الخطيبلكني وجدت ان كل منها تحتاج الي موضوع في حد ذاته فاثرت ان اكتب عن الاشكالية الاولي المتعلقة بالطاعة ولكن قبل ان ابدأ اود التنويه ان هذا الحديث غير موجه لحركة بعينها وانما هو حديث عابر للعاملين في حقل الدعوة الاسلامية علي اختلاف اسماءهم وافكارهم واتجهاتهم وطرقهم في الدعوة فهي اشكالية لا يسلم منها اي من الحركات علي الساحة لذا اكتب عنها بشكل سريع وبدون تعمق*********************للاسف الشديد لا تفهم كثير من الحركات الاسلامية علي الساحة المعني الحقيقة للحرية وخاصة حرية الرأي فكثيرا فاصبح من المعروف والمعلوم ان من كان رأية ليس كرأي الجماعة او الحركة طبق الاصل فاما هو منشق عنها وعن الاجماع او هو معاد لها وكثير ما يواجه اصحاب الاجتهادات المخلصة علي انهم خونة او انهم يبتغون الفتنة وتفريق الصفوكثيرا مابتنا نسمع احد شيوخ حركة ما يقولون لا يؤخذ العلم الا من هؤلاء الثلاثة (ويذكر ثلاثة اسماء لن اذكرها انا هنا ) وما دونهم فعلمه مشكوك فيه الا اذا كان تتلمذ علي يد احد هؤلاء الشيوخ الثلاث فالاولي ما استطاعت التفريق بين الدين كامر رباني وبين التنظيم كامر بشري والثانية احتكرت العلم والصواب لثلاثة اشخاص وبالتالي فقد احتكرت الصواب المطلق لجماعتهم دون غيرها من الجماعات او الحركات وفي الحالتين يصبح الامر مصحوبا بطاعة العوام للقادة مما يصنع نسخا مكررة لا جديد فيها ولا تجديد فتصل الحركة في وقت من الاوقات الي افكار قديمة لم تعد تناسب العصر وبالطبع المقصود هنا بالافكار ليست الثوابت الدينية التي تلائم كل زمان ومكان بل المقصود الوسائل المستخدمة والافكار المستحدثة التي لابد ان تتغير وتتبلور طبقا لمقتضيات العصر وابعاده وبالتالي تجمد الحركة حتي يأكلها الصدأ ويواريها الثريويقول في هذا د محمد عمارة ترويض الاعضاء علي طاعة القيادات اكثر مما يتم تدريبهم علي محاسبة القيادات هي معصية من معاصي التربية في هذه الحركات لانها تثمر وحدانية الرأي "ويقول حتحوت : ان مفكرا واحدا هو للدعوة خيرمن الف جندي انما تجب الطاعة في جيش يحشد لحرب اما في سياق الدعوة الطويل فالمطلوب اعداد لرأي عام مسلم لا قوة ضاربة مسلمة وللاسف الشديد طالما كانت الحركات الاسلامية تعمل علي ترويض اعضاءها علي الطاعة المطلقة دون تفريق واضح بين طاعة الامر الرباني ولا خلاف في ذلك وبين طاعة الامر البشري الذي يعتبر من الواجبات التنظيمية اذا ما اتضحت الحقوق الموازية له التي تضمن امكانبة تعديله وتغييره واثبات خطأه من صحته او حتي رفضه وطالما ظل قيادات العمل الاسلامي يصرون علي فكرة الحشد والتجييش العددي فان هذا سيخلق مجتمعا فيه القيادات احادية الرأي متفردة القرارات وعامة يتم تعبئتهم فاذا كانت الطاعة تصنع قيادات احادية الراي وتكون قوة ضاربة غير مفكرة فان هذه البيئة لن تفرز نهضة للمجتمع بل سيكون الناتج عنها حروب بين تلك القوي التي تظن كل واحدة منها انها تملك الصواب وانها اذا انتصرت في حربها علي غيرها ستكون قادرة علي بناء المجتمع ونهضته ...والحقيقة ان في تلك الحالة ستكون القوة المنتصرة بمنطق الغاب لا قدرة لها علي البناء حتي ولو كانت بملايين الاعضاء لذا فعلي الحركات الاسلامية الاخذ في الاعتبار الفارق الهائل بين طاعة الامر الرباني وهو شئ لا خلاف عليه ولا فيه وبين طاعة الامر البشري الذي يعتبر واجبا تنظيميا لابد منه طالما بني علي اختيار حر للعمل ضمن هذ الاطار وبهذه الاسس واهم الاسس من اجل ان يصبح الامر البشري في التنظيم واجبا هو ان توازيه حقوق تضمن امكانية تعديل هذا الامر ونقده وتحليله واثبات خطأه من صحته او حتي رفضه والاعتراض عليه وهذه الاسس لايمكن تحقيقها الا اذا ما توافرت معلومات كافية تسمح بالتحليل الذي ينتج عنه رأيا سليما وبوجود خطة بعيدة المدي بحيث يستطيع العاملون تحديد المصلحة بناء عليها وعندها سيكون لدينا مفكرين واصحاب اراء ومجدديناسلام العدل
مدونتك رائعة سأقرأها كلها ثم لي عودة
تحيتي ومودتي