Wednesday, January 14, 2009
مقومات الانتصار في حروب الجيل الرابع





الجيل الرابع ...هكذا يطلقون علي الحروب الحالية حروب الجيل الرابع وهي تتميز عن اي نوع من الحروب مر به العالم علي مدار التاريخ
فهي تختلف عن الحروب المعروفة والت يتدور رحاها بين دول محددة المعالم وجيوش نظامية مركزية القيادة
حروب الجيل الرابع هي الحروب التي تدور الان في كل انحاء العالم واشتهرت كثيرا بما يسمي بالحرب علي الارهاب (طبعا الارهاب هنا مقصود به كل من يعادي الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية )
هذه الحروب لاتدور بين جيوش نظامية وان كان الجيش النظامي هو احد اطرافها لكنه لايواجه جيش نظاما علي الطرف الاخر من الجبهة
بل يواجه جماعات مسلحة او تنظيمات عسكرية لامركزية لاتملك جيشا بقدر ما تملك مليشيات عسكرية
ضعيفة التسليح سهلة الحركة سريعة الاختفاء والظهور تعرف ابعاد الجعرافيا التي تتمركز بها عكس الجيش النظامي المهاجم والمعتدي
هذه الحروب رأيناها في افغانستان والعراق ثم لبنان واخيرا في غزة
وهذه الحروب لها نظام يختلف عن حروب الجيوش النظامية ولها معايير انتصار وهزيمة خاصة بها لا تحسب بعدد القتلي ولا بعدد المباني المهدمة انما لها حسابات اخري
هذه الحسابات والمقومات والمعايير هي موضوعنا اليوم للحديث علي الحرب علي غزة فهي احد امثلة الجيل الرابع من الحروب
فهي حرب تدور بين جسش نظامي وبين قوات مقاتلة علي الارض
تدرو بين جيش يملك اخدث الانواع من الاسلحة وبين رجال يعتبر صاروخ الجراد ثورة في التسليح لديهم
تدور بين كيان صهيوني يعترف به العالم اجمع وبين حركة مسلحة اسلامية لا يعترف بها الا قلة قليلة
واذا نظرنا الي النقاط الثلاث الاتية
- جيش نظامي ..وقوات غير نظامية
- جيش قوي التسليح ..وجيش ضعيف التسليح
- جججيش معترف به ...وقوات غير معترف بها دوليا
هذه النقاط الثلاث في مقاييس الحروب العادية تجعل النصر حليفا للجيش النظامي بلا اي شك وهذا هو الفخ الذي سقطت به امريكا في افغانستان والعراق وومن قبل في الصومال
وهو هو نفس الفخ الذي سقط فيه الكيان الصهيوني المحتل في لبنان 2006 وغزة 2008

فهذه النقاط الثلاث اذا كانت في المعايير العادية تكفل الانتصار للجانب الاقوي نظاما والاعنف تسليحا
الا انها في حروب الجيل الرابع تكفل النصر للجانب الاقل تسليحا والاضعف نظاما او علي الاقول تزيد مقومات الانتصار لديه اضعاف ما تعطيه للجانب النظامي

فالجيش النظامي يطمح في تحقيق اهداف مادية ملموسة يمكنه ان يبرر بتحقيقها حسائره المادية او الجسدية
بينما القوات الغير نظامية تطمح في استمرار بقاءها فحسب اي ان بقاءها يعتبر نجاح لها بينما يقدم فشل للجيش النظامي الذي يفشل في استئصالها

كما نا الجيش النظامي يتحرك في تجمعات كبير فيسهل توجيه ضربات نوعية لعدد كبير في المرة الواحدة بعكس القوات الغير نظامية التي تنتشر في كل مكان حتي سمعنا عن ظاهرة الاشباح الاستشهادية في الحرب الجارية علي غزة

ودعونا نتحدث بوضوح اكثر من واقع الاحداث الجارية الان علي ارض العزة والكرامة قطاع غزة بين الكيان الصهيوني والمقاومة االاسلامية المسلحة

فالجيش الصهيوني دخل هذه المعركة وهو الاقوي تسليحا وعتادا في المنطقة وهو الاكثر تنظيما ودعما واضعا لنفسه اهداف علي رأسها تدمير البنية التحتية للمقاومة والمقصود هنا المقاتلين وتدمير اسلحتهم وصواريخهم محمدودة المدي محلية التصنيع و التخلص من المقاومة في قطاع غزة الي الابد ثم وجدناه يقلص من اهدافه ويتحدث عن منع اطلاق الصواريخ من قطاع غزة وليس تدمير المخزون الاستراتيجي للمقاومة ثم قلص من اهدافه اكثر ليتحدث عن السيطرة علي الاراضي التي يطلق منها الصواريخ
وفي النهاية نراه يتحدث عن تحقيق ما عجز العالم عن تحقيقه في الحرب علي الارهاب

ولكن الحقيقة وقبل ان نتحدث عن جهود المقاومة الباسلة
يمكن لاي محلل عسكري او سياسي اوحتي لرجل الشارع البسيط ان يتحدث عن فشل الجيش الصهيوني حينما يتابع تقليصه لاهدافه بهذا الشكل المتسارع ناهيك عن التعتيم الاعلامي التي ينتهجه الكيان لتضليل الرأي العام في داخله وخارحه وما يلبث ان ينفضح قريبا

ولكن علي الجانب الاخر دعونا ننظر حركة المقاومة ومقومات نجاحها وانتصارها
اولا : لم تستخدم المقاومة اكثر من 30 % من قوتها المقاتلة
ثانيا : لم تمس مخزونها الاستراتيجي من الصواريخ رغم القصف المتواصل
ثالثا: في بداية الحرب لم يكن معترف بها ولم يكن لا الصهاينة ولا النظام المصري راغبا في التفاوض معها وهاهو الان يجلس عمر سليمان مع وفد حماس للتفاوض والوساطة بينها وبين اسرائيل اي انهم معترفين الان بها كقوة علي الارض لم تنهزم بالسلاح فعادوا للسياسة
رابعا لم تدخل اسرائيل في مناطق سكنية وكل ما قامت باحتلاله اراضي مسطحة خالية
حامسا : لم توقف الة الحرب الصهيونية صواريخ المقاومة ولو ليوم واحد رغم القصف المستمر
سادسا : ظهرت لدي حماس اسلحة اكثر تطورا وتكتيكات اكثر فعالية كصواريخ الجراد المطورة ذات المدي الاوسع وصواريخ التاندوم والمضادة للدروع والطائرات هذا غير المباني المفخخة والاشباح الاستشهادية (مقاوم يحمل سلاح ويختبئ في منطقة متوقع للجيش المرور بها وبعد مرور الجيش يخرج من خلفهم ويقتل منهم ويجرح الي ان يستشهد واخر من قام بذلك قتل مجموعة واسر فرد لكن الطائرات قصفته بالاسير ليموت الاسير ويستشهد المقاوم)
سابعا : لم يمس القصف احدا من قيادتها الا القائد نزار ريان
ثامنا : لا تزال المقاومة تسيطر علي كل انحاء القطاع وتفشل القوات النظامية في عمل اي انزال بحري او جوي

هذه هي مقومات النصر في حروب الجيل الرابع للقوات الغير نظامية
- ثبات المقاومة علي الارض
- استمرار العملية التي ادت الي شن الحرب (الصواريخ )
- اعتراف الاطراف المعنية انه لا حل بدون موافقة المقاومة عليه
- انسحاب الجيش النظامي كما هو متوقع في الايام القليلة القادنة
- تقليص الجيش لاهدافه ثم الانسحاب دون تحقيق شئ وبخسائر فادخة في الارواح والمركبات
- وجود عقيدة قتالية لدي المقاومون تعطيهم السبب في الاستمرار عكس الصهاينة الذين دخلوا الحرب للفوز بالانتخابات
- قريبا التوصل لاتقاق يقضي بفتح المعابر ورفع الحصار وانسحاب القوات ووقف القصف

باختصار ان النصر في معارك الجيل الرابع انما هو صبر ساعة وثبات ساعة
ان ثبات المقاومة وبقاءها علي قيد الحياة هو نصر لها فما بالكم بان تخرج اقوي الف مرة من قبل الحرب

كل هذا يجعلنا نقول اليوم هنيئا للمقاومة الاسلامية الانتصارالقادم فقد ولي زمن الهزائم





وكما قال القساميون
والله هذه المرة الاخيرة التي يغزونا فيها فوالله لايغزوننا بعد اليوم بل نحن نغزوهم

اسلام العدل
14/1/2009
 
posted by islam eladl at 7:01 PM | Permalink |


0 Comments: