Monday, September 24, 2007
التقرير الثالث لــ" مصريون ضد التعذيب " اسقطوه من الدور الثاني بسبب مخالفة بيئه
صرخات مدوية تهز الوجدان ولكن لا نسمعها لأنها لا تصل إلينا ويحدث تعتيم كبير عليها ويبذل الجهد حتى تبقي بعيدا عن مرمي أذاننا . صرخات من شعب مصر , صرخات من مواطنين مصريون بسطاء انتهكت أدميتهم واغتصبت كل حقوقهم القانونية والدستورية علي أيدي بعض من ضباط التعذيب المستغلين لسلطاتهم ونفوذهم في انتهاك حقوق المواطنين دون ردع .

وصرخة أم احد الضحايا كانت هي سبب زيارتنا اليوم 23\9\2007 إلي المستشفي الدولي بالمنصورة للكشف عن احد ضحايا التعذيب علي أيدي ضباط الشرطة. اسم الضحية هو محمد عبد العزيز إسماعيل شاب في مقتبل عمره يعول زوجته وابنه الصغير ووالدته وأخوته . لم يكمل تعلميه الجامعي حتى يستطيع أن يعول أسرته وترك كليه التجارة ليعمل حداد ليحل محل والده بعد وفاته وترك العبء كله عليه وحدة.
توجهنا إلي المستشفي في الساعة ال 11 صباحا محاولين الدخول لمقابله محمد والاطمئنان علي صحته وسماع شكواه كمندوبين عن لجنه مصريون ضد التعذيب وكنا معتز عادل وإسلام العدل أصحاب مدونه منفي – أحمد الجيزاوي– منذر اليوسف – ومحمود الششتاوي. حاولنا مرات عديدة الدخول ولكن الروتين كان عقبه في طريقنا ولم نستطع الصعود إلي في مواعيد الزيارة الرسمية في الساعة الواحدة ظهرا حيث تقدمنا للزيارة ولكن بالطبع حدث ارتباك في المستشفي وذلك لان هناك تعليمات صارمة للمستشفي بعدم السماح بزيارة محمد ة لأي احد دون إذن مكتوب من الآمن وذلك خوفا من تسريب أي معلومات تخص الحادث وتسبب في إحراج وزاره الداخلية التي تبذل الجهد الجهيد في محاوله التصالح وإنهاء الأمر بطريقه ودية مع محمد . بعد محاولات عديدة تمكنا من معرفه الحجرة التي يتواجد بها ضحية بلقاس والوصل إليها والتسجيل معه .
في طريقنا إلي الغرفة تكاد قلوبنا تخرج من صدورنا عندما رأينا محمد شابا صغيرا في منتصف العمر ونجده علي فراش المرض بعد خروجه من غرفه العمليات حالته الصحية تكاد تكون سيئة فبفحص محمد وإظهار بعض الكدمات لنا كان هناك كدمات متفرقة في الظهر والقدمين والأيدي والوجه بالاضافه إلي تركيب شريحة في م
نطقه الفخذ في قدمه اليمني نتيجة للسقوط من دفعه الأمن من الدور الثاني مما تلزمه بالا يبارح فراشه لما يقرب شهر من تاريخ العملية ناهيك عن حالته النفسية السيئة التي تصارعه خوفا من عجزه ومن بطش رجال الشرطة وخوفا علي أهله وحزنا علي كرامته وإهانات ضباط ومخبر الشرطة له .

بعد ذلك قام محمد بالتحدث معنا عن ملابسات الحادث وكانت والدته تؤكد علي كلامة وتسرد لنا المزيد من التفاصيل التي غابت عن محمد بعدما سقط وفقد وعيه .

تبدأ القصة بان هناك العديد من الشكاوى الكيدية المقدمة من أحد أقاربهم وهي شكاوى تخص البيئة وفي كل مره كان محمد يذهب إلي مركز الشرطة ليحاول أن يتفادي الموقف ويدفع الكفالات نيابة عن نفسه أو عن والدته في حال الشكوى ولكن في يوم الثلاثاء 4\9\2007 فوجئت أم محمد ببعض من أمناء الشرطة والمخبرين و "المسجلين خطر" يطرقون الأبواب بعنف وذلك في الساعة ال 3 والنصف صباحا ويقتحمون المنزل باحثين عن محمد وتعالت صرخات ألام عندما اخذ المخبرون وأمناء الشرطة بالتعدي علي اخو محمد الصغير وهو ما زال في الصف الثالث الإعدادي حيث أفزعوه من نومه واخذوا يضربونه ويطلبوا منه رؤية بطاقته ولم يتوقفوا عن الضرب حتى اخبرهم احد المرشدين "احمد جميل " و" عمر المرشدي " المرافقين له انه ليس الشخص المطلوب ... وان الشخص المطلوب في الدور الثاني وفي نفس الوقت الذي كانت فيه تدق الأبواب علي محمد كان احمد جميل يريد أن ينتزع الآمر من الضاب
ط المرافق " أسلام باشا " بكسر الأبواب في الوقت الذي خرج محمد ليجد الضرب انهال عليه من الجميع ويخبره الضابط أنت عارف أنت عليك كام فرد محمد لاء مش عارف قالوا أنت عليك 1300 جنيه مخالفات بيئة فرد محمد أنت جاي الوقتي الساعة 3 ونص وتقولي علي 1300 جنيه أنا مش معايا غير 300 جنيه فأخذهم الضابط وبعد ذلك اخذوا محمد في الاعلي واخذوا يضربوه فمن قسوة بطشهم انهال السور بمحمد ليقع من فوق المنزل علي الأرض في وسط أكوام من الطوب والحديد .
امتلكهم الرعب واخذوا في النزول فزعين وقابلتهم الأم التي سمعت سقوط قوي من فوق المنزل وقالت لهم ماذا حدث فلم يلتفت إليها وقال لأحد أمناء الشرطة " شوفوا هو لسه عايش ولا مات خلاص " لم يخطر ببال احد ان من سقط تلك السقطة هو محمد ولكن كانت الظنون إن احد من القوي سقط و أخذت ألام تهتف " انتم عايزين تودونا في داهية ولا إيه انتم جايين تموتوا بعض في بيتنا ليه " كانت كل ما رأته حينها شخص ملقي علي بطنه في وسط أكوام الحجارة وعندما اقتربت لتفحصه لتري إذا كان قد مات أم مازال علي قيد الحياة اكتشفت انه ابنها وانهارت في الصراخ وأتجمع آهل البلدة وهنا فر الضابط " أسلام باشا " وأمناء الشرطة والمخبرين في حاله من الرعب .

تجمع آهل البلدة ليحملوا محمد وهو في حاله إغمائه وقد ظنوا انه فارق الحياة ليضعوه علي اريكه بمنزل والدته ولكن وهم يحملوه كان قد كسرت ساقه من عظمه الفخذ كسرا مضاعفا فمن شده الألم الذي شعر به أثناء حملهم له استفاق علي صرخات عالية

وبعد استغاثات إلي الإسعاف والي المأمور تم نقل محمد ألي مستشفي بلقاس حتى يتم جبر قدمه المكسورة وهناك قاموا بنقله إلي مستشفي الدولي بالمنصورة بعد انتقاله وفي حوالي الساعة 5 والنص صباحا وجد قافلة من ضباط الشرطة يريدون أن يدخلوا عليه ولكن الطبيب قال ان حالته لا تسمح بالزيارة أو الاستجواب في الوقت الحالي ذهب الضباط لمده نص ساعة سم عادوا علي الساعة السادسة ودخلوا الحجرة وجلسوا وكان عددهم كبيرا وكانت طلباتهم المكررة بالتنازل وعدم فتح محضر ولكن
لم يجد استجابة من محمد . وحدث موقف هام جدا يجب أنت نتوقف عنده وهو ان في حاله محمد وبذلك الكسر المضاعف كان تحت وضعيه المخدر لإيقاف الألم وطلب منه الضابط ان يبصم علي 3 ورقات بيضاء . مرة ثانية أكررها طلب احد الضباط في حجره المستشفي من محمد ان يبصم علي 3 أوراق بيضاء وهو تحت تأثير المخدر وقام بتبصيمة بالفعل وما زالت اثار احبار الختامه علي ابهام محمد كما شاهدناها واضفناها الي تقريرنا المصور .
ومن بعد ذلك غادروا المستشفي

حثي زيارتنا لمحمد بالمستشفي وبعد 18 عشر يوم من الحادث لم يقوم الطبيب الشرعي بمعاينه الجروح ولا كتابه التقرير فهل ينتظر جهاز الطب الشرعي ان تطمس كل الجروح والكدمات وبعدها يتم الكشف وكتابه تقريره ؟

وفي زيارة لرئيس النيابة للمستشفي لأخذ أقوال محمد عاضده وقال له انه لن يتم تلفيق المحضر وانه لن يسمح للجاني أن يهرب بفعلته مهما كان شخصه و سيتم اخذ حقه ولن يتوقف حتى تعود الحقوق إلي أصحابها .

وبهذا يكون محمد احد المعذبين في مصر والذي قرر انه لن يسكت علي حقه وسوف يحارب للحصول عليه في الوقت الذي يتمني من الله فقط أن يستطيع أن يقف علي قدمه مره أخري ويحرك يده التي هي مصدر رزقه ليسدد الديون التي تراكمت عليه فتره علاجه ولكي يعول عائلته التي يعتبر هو مصدر رزقهم الوحيد

ويأتي الكشف عن حاله محمد في سلسله من الفضائح التي انتشرت مؤخرا في أقسام الشرطة المصرية وخاصة في أقسام شرطه المنصورة وأبطال التعذيب فيها هم أبطال اشهر قضايا تعذيب مؤخرا فلا يخفي علي الجميع حادثه ناصر الصعيدي بتلبانه ومحمد ممدوح بشها وناهد والسيد بسلمون القماش
و في كفر الشيخ ومقتل صبحي غازي علي أيدي بعض الضباط الآخرين
وفي الفيوم مقتل محمد جمعه حسن الدهشوري أيضا

ويبقي السؤال متي يتم محاسبه هؤلاء الضباط وبوجود كل تلك الادله لماذا لا نلاحظ تحرك بل يتم مكافأة بعضهم وترقيتهم نظير قتلهم كما حدث مع ضابط المباحث " محمد قنديل " وهل أصبح الضرب والتعذيب والاغتصاب منهجيه تنتهجها الشرطة ضد الشعب ومبررنا هو تكرار نفس السيناريوهات وتفاصيلها مع اختلاف الأماكن واختلاف الأزمان فلم يعد يخفي علينا ألان إن التعذيب أصبح لغة التعامل بين الضباط والمشتبه بهم آو حتى المواطنين متناسيين كل حقوق الإنسان ومتناسين القاعدة التي تقول المتهم برئ حتى تثبت إدانته .

ولم تعد الشرطة كما كانت وكما كان يجب ان تكون في خدمة الشعب بل اصبحت الشرطة بتعذب الشعب







كتابة التقرير وتصوير
معتز عادل
بحث ميداني
أسلام العدل
أحمد الجيزاوي
محمود الششتاوي
منذر اليوسف

 
posted by معتزعادل at 2:52 AM | Permalink |


3 Comments: