توجهت الامس الي سجن مزرعة طرة
منطلقا السادسة صباحا من المنصورة لاصل قبل التاسعة
وهناك وبمجرد وصولي تزامن مع وصول بقية افراد العائلة المقيمين بالقاهرة او من سافر اليها بالامس
كل العائلة كانت متوجهة لحضور حفل بمناسبة عقد قران سارة خيرت الشاطر وعبد الرحمن ثروت
عبد الرحمن
سارة
ومع بداية دخولنا بدأت المضايقات
رغم موافقة السجن علي اقامة الحفل
وانه لم يكن الحفل الاول الذي يقام هناك
بداية تم ايقافنا بعض الوقت عند الباب الخارجي لبعض الوقت كما تواجد عند الباب اثنين من ضباط السجن غير مختصين بالباب اساسا ولكنهم تواجدوا ليضايقوا الدخول
كما تواجد ضابطين امن دولة عند الباب ايضا
وبعد المشادات والمضايقات استطاع معظمنا الدخول
والبعض انتظر موافقة الضباط
وفي النهاية وصلنا الي سجن المزرعة
وبعد قليل عرفنا انهم يمنعون عبد الرحمن ثروت العريس واسرته
وبعد محاولات كثيرة مع ادارة السجن تم الموافقة علي الدخول
بعد ساعتين من الانتظار علي الباب
دخل العريس
لتبدأ مراسم الاحتفال
وذلك في صورة واضحة لغباء النظام وتخبطه
فاذا كان يرفض الحفل فلماذا اعطانا التصاريح
المهم خلينا في الحفل
علي الرغم من المضايقات الامنية
وان الحفل مقام داخل السجن
الا انه في الحقيقة حفلا عظيما
يليق بالشاطر وابنته
احيانا كنت اشعر بالضيق
لا مش احيانا علي طول منت متضايق
وسعيد في نفس الوقت لزواج سارة
لكني ضيقي كان اعلي
اقيم الحفل وسط حضور مايقارب من مئة شخص
من الاسرتين والمعتقلين العسكريين واسرهم
اي كما قال عبد الرحمن ثروت
نحن في هذه القاعة عائلة واحدة وليس اسر مختلفة
ونفخر لكون هذه العائلة الكبيرة عائلتي
بداية تحدث الحاج احمد ابو شادي
خطبة العقد
ثم قام باجراءات العقد الشرعي
وتحدث بعده الدكتور محمود غزلان
والكتور بشر
والدكتور عصام حشيش
والدكتور عصام عبد المحسن
والمهندس خيرت
وبالنسبة للكلمات سنوافيكم بتفاصيلها قريبا
لكن ما اريد الحديث عنه اليوم
هو بعض الملاحظات او الخواطر التي تستحق التعليق
قبل اولا
عبد الرحمن ثروت ...عبادة
العريس الممنوع من الدخول
تخيلوا شخص يوافق ان يعقد قرانه في السجن
اي تربية تلك التي تخرج مثله
شخص يفخر بعائلته الكبيرة المكونة من اسر المعتقلين
انها تربية دعوة الاخوان
رغم انه لا يعرف الكثير من الحضور الا انه سلم علي الجميع
واحتضنهم بحرارة عالية وكانهم اهله واكثر
مبارك عليكما ولا بلاش مبارك
خليها مبرووك احسن
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
اولا: المهندس احمد النحاس
لم اكن اعرفه قبل المحاكمة العسكرية لكني قابلته وتعرفت عليه في احد الزيارات السابقة
شعرت انه يخمل من الحياء جبالا
ومن الاحترام اطنانا
تنظر اليه بشعره الابيض ولحيته البيضاء فتشعر براحة غامرة
وحب غير محدود
كان هو اليوم من يدير فقرات الحفل
وينتقل من هما الي هناك في نشاط كبير وينظم الجلوس والكلمات والفقرات
بحماس غير محدود وكأن ابنته هي التي تتزوج
تري سعادة ابوية علي وجهه لا حدود لها
ويحدد مع الضباط وقت انتهاء الزيارة ووقت بداية الخفل ونهايته
باختصار كان جندي الحفل الحاضر
فجزاه الله حير الجزاء
ثانيا : المهندس ايمن عبد الغني
هذه المرة وكعادنه دائما
هو الجندي المجهول في طرة
ينظم دخول الناس من علي البوابة الخارجية رغم عدم خروجه من غرفة الزيارة
ويناقش مع الضباظ اخر التطورات
وقف طوال الحفل ليتابع مستجدات الامور بدلا من فقرات الحفل
كل دقيقتين ينادي عليه احد الضباط من الخارج فيخرج له ثم يعود
هكذا مضحيا براحته الشخصية حتي لاينشغل اي شخص اخر عن الحفل
انه رجل قلما يجود الزمان بمثله
ثالثا: الدكتور عصام حشيش
لم اره منذ فترة طويلة
ليفاجئنا بدخوله علينا بعد وصوله من سجن الليمان الي طره
لنسمع صوته المبحوح هاتفا الله اكبر عدة مرات
فتمتلأ قلوبنا فرحا بوجوده
وفخرا بمعرفته
ودخل هاتفا اخيرا رجعت بيتي ولأهلي
رابعا : الدكتور بشر
وطره بالاس
انطلقت تلك الكلمة من فمه لتبدد الكثير من الضيق في قلوبنا وهو يرحب بالجميع باسم الاخوان في
قصر طره او طره بالاس
خامسا الحاج حسن مالك
لا ادري لماذا كلما رأيته في الزي الابيض
يمتلأ قلبي ضيقا وحزنا وغضبا
لكنه دائما ينظر الي ويبتسم مسلما علي
ابتسامة احفظ تفاصيلها
وتزبد حبي له اضعافا علي اضعاف
فك الله اسرك
يا ابي حسن مالك
سادسا : المهندس خيرت
الكبير كبير
رغم صعوبة تلك اللحظات علي اي اب
الا ان المهندس ليس كأي اب
فلقد تزوج جل بناته وهو في سجون مبارك
ولايزال اسدا شامخا
يقول للنظام لت توقفوا دعوتنا ياعتقالنا
كما لم توقفوا حياتنا
سابعا : الدكتور محمود غزلان
وكلمة قوية للغاية
عن سجون مصر علي مر التاريخ والفخر بوجودنا في طره
سنوافيكم بها قريبا
ثامنا :انا
حينما يأتي الاحساس الذي تنتظره
في مكان غير المكان
وزمان غير الزمان
ووقت لست مستعد له
فتستسلم له
رغم ادراكك صعوبة ان تصل الي ما تريد
لكنه اقوي مني
قاومته كثيرا
لكني لم اعد استطيع
لم اعد استطيع
اسلام العدل
1\8\2007