بداية اعتذر عن قلة التدوينات في النصف الاول من رمضان لانشغالنا في قضايا التعذيب بشكل متواصل
واليوم سنخرج عن قضايا التعذيب قليلا
هذه التدوينة جزء من بحث اقوم باعداده حاليا عبارة عن قراءة للعالم بعد احداث 11 سبتمبر
******************************
من يكسر احتكار احادية القطبية في هذا العالم ...دراسة 1
كلنا ندرك جيدا انه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانهيار الشيوعية او اكبر كيان شيوعي وانتهاء ما اسمته الولايات المتحدة بالخطر الاحمر
او الزحف الاحمر
ادي ذلك الي صعود الولايات المتحدة الي قمة العالم وتفردها بقطبية العالم وتواجدت كقوي عظمي وحيدة علي الساحة
واستطاعت ان تأخذ مكان بريطانيا وفرنسا في دورهما الاستعماري الذي انحسر بانتهاء الحروب العالمية
وبالتالي صارت تنفرد بقيادة العالم بمبدأ القوة ومصالحها الاقتصادية (سنتحدث بالتفصيل عن مبدأ المصالح الاقتصادية ) وان لم تكن تسيطر علي الدول عسكريا فهي تهيمن عليها بشكل او بأخر
ووسط سيطرتها المطلقة علي العالم وقعت امريكا في عدة اخطاء لن اقول انها ستسبب في سقوطها ولكن ستساعد بشكل قوي وصريح علي صعود عدة قوة تنافسها علي قطبية العالم
علي سبيل المثال في فترة الحرب الباردة غفلت امريكا عن العالم العربي في غمرة انشغالها بما اسمته الخطر الاحمر
فتطور العالم العربي ولو بشكل بسيط ووصل الي مرحلة جديدة نتيجة قلة الضغوط عليه وعدم التفرغ له ونتيجة غفلة القوي العظمي عن العالم العربي ادي الي التفات امريكا اليه بعد سقوط الشيوعية لانها تخيلت فيه العدو القادم او القوي القادمة نتيجة اشياء عدة (سيتم تناولها في جزء لماذا العالم العربي) كما ان هذا الجزء من العالم ومايملكه من مقومات تؤهله الي ان يكون قوي عظمي ويمكنه احتلال مكان الاتحاد السوفيتي فسارعت امريكا الي العالم العربي للحصول علي موالاة الحكام العرب لها ونشر سلعها الاستهلاكية واخضاع تلك الدول عن طريق المعونات وغيرها من وسائل الاخضاع التي برعت فيها
ولما بدأت بعض الدول تخرج عن الهيمنة الامريكية مثل افغانستان ومن بعدها العراق سارعت الي اختراع عدو جديد مستفيدة من حربها ضد الشيوعية التي لم تكن حربا ضد الشيوعية نفسها بقدر ماكانت حربا للسيطرة علي قطبية العالم
فقامت بصنع عدو وهمي يمكن الصاقه بأي دولة او فرد او كيان ...وهو الارهاب وقامت بالصاق ذلك العدو بالعالم الاسلامي مستغلة مايقوم به المقاومون من اعمال استشهادية لتثبت التهمة علي الاسلامين علي الرغم من شرعية المقاومة
ثم قامت باحتلال افغانستان والعراق بقوة العسكر
ووقعت امريكا مرة اخري في نفس الخطأ الذي ارتكبته اثناء الحرب الباردة
فلقد غفلت امريكا مرة اخري وان كان بشكل جزئي عن قوتين اساسيتين وهما الاتحاد الاوروبي
ومن ناحية اخري روسيا والصين
فاوروبا تستغل انشغال امريكا عنها في توطيد اركانها وتقوية الوحدة بين دولها وظهرت قوتها في عملتها الموحدة التي
فاقت الدولار ب40%وبالتالي فان القوة الاوروبية تزداد يوما بعد يوم حتي وان سارت بعد دول الاتحاد الاوروبي في ذيل امريكا فهناك مصالح اقتصادية مشتركة
ستؤدي الي تضليل امريكا عن نوايا اوروبا حتي لو لم تقصد بريطانيا ذلك
ومن ناحية اخري فنحن نري تقاربا في المواقف والاراء بين روسيا والصين وهي مرحلة لاعادة اللون الاحمر مرة اخري
وذلك ايضا لمصالحهم الاقتصادية التي تتركز في منطقة الشرق الاوسط وظهر هذا جليا في تعاملهما مع ايران مصدر النفط الاساسي لهما
وبالتالي نحن امام تجمعين اساسين يمكنهما خلال سنوات قليلة كسر حكر قطبية العالم
فاين العالم الاسلامي من ذلك؟؟
اسلام العدل
هذا طبيعي في ظل عالم تحكمه المصالح الاقتصادية كما سأذكر باذن الله في الجزء المخصص لها
لكن حتي محاولات العرب للتكتل ليست تكتلا بالمعني المفهوم بقدر ماهي بتتمحك في قوي صاعدة اذا جاز لنا التعبير
وكما قلت ده لو فكروا اصلا
وشكرا علي التعليق