يمكننا تقسيم المقال الي ثلاث اقسام حتي يمكن تناوله بشكل مننظم
الحزء الاول :توضيح لمفهوم السلطة الدينية في اوروبا الذي ادي الي الحاجة الي ظهور الليبرالية وهو مكون من ثلاث ورقات
سأتناول الجزء الاول والثاني الان
الجزء الاول: وهو المتعلق بتاريخ السلطة الدينية في اوروبا وتوضيح لمساؤها وتاريخ الباباوات الدمويوهي مقدمة لابد منها لتوضيح اهم اسباب نشوء الليبرالية وان كان تم ارفاقها في هذا المقال لتوضيح مفهوم السلطة الدينية التي تدعو الليبرالية لفصلها
وانا اتفق معه في اهمية فصل السلطة الدينية وهو ماكده فيما بعد اذ قال ان الاسلام ليس به كهنوت وان الاسلام لايعرف سلطة دينية
"مرجع الخلاف الظاهري المفتعل بين الليبرالية والاسلام هو الفهم الخاطئ لتعريف الليبرالية "
اوافقك تمام الموافقة في هذه المقولة لكن كان لابد من توضيح الفهم الصحيح او بالاصح توضيح الفارق بين تطبيق الليبرالية فيالغربوتطبيقها فيالشرق وهذا مالم يتم
"تبدأاوروبا طريها الي العلمانية التي تحمي الدين من سلطة الدولة وتفصل مؤسسات الكنيسة عن كيان الدولة وترحب بالعقل والضمير والقيم العليا"
عذرا انا لا اعرف عن العلمانية انها تحمي الدين او تضعه في حسبانها كل ما تفعله هو تهميشه تمااما عن كل مظاهر الحياة (الحديث هنا عن العلمانية الغرية وليس الليبرالية الشرقية) وافضل مثال علي ذلك دراسة لمركز دراسات امريكي تابع للوبي اليهودي تحذر من اسلمة اوروبا وتعتمد علي المقارنة بين اعداد المسلمون في اوروبا الذين يذهبون للمساجد لصلاة الجمعة واعداد المسيحيون الذين يذهبون للكنائس يوم الاحد
..............
الجزء الثاني :بدات فيه بداية موفقة بالحديث عن رفض الاسلام للسلطة الدينية ثم انغمست في امثلة اختلط فيه الدين بالسياسة علي حد تعبيرك من التاريخ الاسلامي لكنك اقتصرت علي ماحدث في زمن الفتنة والتي حار كبار علماء الدين في احداثها وكتبت مقولة لا ادري كيف طاوعتك نفسك علي كتابتها
بعد ذلك استعنت بمثال من الخوارج وهؤلاء بالاساس اساءو فهم الاسلام واحيلك هنا الي حلقات د محمد سليم العوا عن تطور المدارس الفكرية
لان الخوارج ليس مثالا عاما ولا يمثلو جمهور الفقهاء والعلماء كي يبني عليه قاعدة
"بعد ان فقد الوطن معناه فان المواطنين يبحثون عن ظهير ديني او عرقي ينتمون اليه ولا سبيل امامهم سوي الاحتماء بمظلة الدين"
اعتقد انه لا عيب في ذلك ولاضير بل يجب ان نفخر كل الفخر بتمسك شعوبنا باصولهم وجزورهم وموروثاتهم العقائدية الدينية وتقاليدهم الشرقية فهي ميزة يحسدنا الغرب عليها ويحاولون طمسها بموجات العولمة الجارفة وثقافة الجسد التي تحدث عنها د المسيري واحيلك ايضا للدكتور حازم الببلاوي اذ يقول ليس معني الليبرالية ان نتخلي عن تقاليدنا الشرقية وموروثاتنا الدينية
ثم انتقلت سيدي الي هجوم جارف علي كل من الجماعات الاسلامية وتنظيم الجهاد والاخوان المسلمين دون تفريق معتبرهم كيانا واحداوفكرا واحدا وهو خطأ وقع فيه قبلك سلطان العنايشة مراسل الجزيرة تووك وقد رددت عليه
واحيلك الي ردي السابق في هذه النقطة
اما عن شعار الاسلام هو الحل فاعتقد ان جماعة الاخوان اقدر علي الرد مني وليس مسؤليتي الدفاع عنه الا انني ساقول لك ما قلته لك في ورشة العمل ان واضع هذا الشعار هو قبطي في انتخابات 87وقد اتحدث بالتفصيل عن رأيي الشخصي في الشعار لاحقا
" بدأ المتأسلمون جولة جديدة في تسييس الدين"
وبالتالي فالاسلام جاء لينظم العلاقة بين الفرد والمجتمع وهذه سياسة لذا هو اعمق من مجرد دين ليتم تسييسه
"استخدموا الدين ستارا لسياساتهم بهدف منع القوي السياسة الاخري من مخالفتهم ولايرضي احدهم ان يتنازل عن قدسية رأيه فهو يتأسلم ليصور لنا وكأنه وحده صحيح الدين وفيما عداه فهو باطل ثم يفرض علينا فرضا ...اقرأ تاريخهم الدموي"
المشكلة الرئيسية انك تعتبر كل الحركات الاسلامية مختزلة في جماعة الاخوان المسلين وهو خطأ مأساوي ففي الفقرة السابقة انت تتحدث علي ان هذا هو فكر الاخوان بينما هذا كان فكر تنظيم الجهاد يوما ما قبل ان يغير افكاره ويبدأ في مراجعات جادة واعتق انه لم يعد هناك علي الساحة السياسية من يقول ان رأيه هو الوحيد الصحيح سواء سياسيا او دينيا
" يقدمون سياستهم وكأنها منزلة من عند الله منزهة من كل عيب"
"واذا سألت احدهم عن برنامجه السياسي اجابك ان الرسول قدوتنا وان القرأن دستورنا دون ان يوضح كيفية التطبيق
معك ان هذه كانت احدي الاشكاليات لدي جماعة الاخوان ولكن لايمكن لاي متابع للاحداث ان ينكر انهم تخطوا تلك المرحلة وقدموا برنامجا لدي عليه تحفظات لكنها خطو تمثل نضج فكري وتطور كبيرين لايمكن تجاهلهم هذا البرنامج قال عنه د يحي الجمل ان هناك توافقا بينه وبين برنامج حزب الجبهة بنسبة 70% اي انهم يتوافقون مع الليبرالية التييدعوا اليها حزب الجبهة بشكل كبير وبما اننا نتحدث عن الاخوان وحزب الجبهة فلقد تحدثت من فترة قليلة مع دكتوراسامة الغزالي عن وضع الاخوان بافكارهم الحالية في ظل دولة ليبرالية قال لي رغم اختلافي الفكري معهم الا ان لهم كامل الحق في ممارسة عملهم ونشر فكرهم ودعوتهم وعلي الدولة توفير القنوات الشرعية التي يعملون من خلالها كحزب او مؤسسة او جمعية هذه هي الليبرالية
"الدليل علي فسادهم وارهابهم تنظيماتهم السرية ومقتل الخازندار وانور السادات واعمال التخريب والارهاب في مطلع التسعينات انتهاء باحداث الازهر التي استعرضوا فيها عضلاتهم العسكرية
وبالتالي ارجو من سيادتكم قراءة التاريخ ومعرفة الفارق بين الحركات الاسلامية والاخداث الحالية قبل توزيع الاتهامات جزافا
في نهاية هذا يجب ان اوضح اني لم اكتب هذه المقالة دفاعا عن جماعة الاخوان رغم انها تستحق هذا بشهادة المنصفين حول العالملكني فقط كتبت هذا الرد احقاقا للحق ولوضع الامور في نصابها ولأني فعلا اتعجب من عنوان المقالة ومحتواها فالعنوان يقول : لماذا نحن ليبراليون واغلب المقالة تدور حول تشويه صورة الاسلاميين وكأنما اجابة السؤال اننا ليبراليون لان الاسلاميون تاريخهم سئ كما يدعي الكاتببدلا من توضيح مفاسد النظام الحاكم التي تدعو لظهور الليبرالية وهي الاجابة الامثل لعنوان المقال
فمن وجهة نظري انك كنت تريد تحسين صورة الليبرالية لكنك شوهتها للغاية وما قلته او كتبته ليس رؤية حزب الجبهة لليبرالية وانما احتهاد منك لكنه خاطي
هناك الكثير من النقاط في المقال لم اتناولها وسأناقشها معك حين لقائك بعد الامتحانات بأذن
اسلام العدل
مساء الخير، لدي تعليقات على ردك على الورقة الذي لم أقرأها، لكن لفت نظري كيفية تناولك لبعض الأجزاء التي رددت عليها.
على ""تبدأاوروبا طريها الي العلمانية التي تحمي الدين من سلطة الدولة وتفصل مؤسسات الكنيسة عن كيان الدولة وترحب بالعقل والضمير والقيم العليا"
رددت كاتبا "عذرا انا لا اعرف عن العلمانية انها تحمي الدين او تضعه في حسبانها كل ما تفعله هو تهميشه تمااما عن كل مظاهر الحياة
أنا لا أسعى للدفاع عن كاتب الكلمات، فأنا لا أعرفه، لكني بمجرد قراءة العبارة التي رددتَ عليها فهمتُ غير ما فهمتَ.
ما فهمته أنا هو أن فصل الدين عن الدولة يحمي الدين من الدولة. و ليس من الأديان الأخرى.
و هذا في رأيي صواب. الإيمان مسألة لا تخضع لمؤسسات الدولة و لا لأي طرف خارج ذات المؤمن. و الدين المقصود هنا هو الاعتقاد و الإيمان.
كما أن الدولة ليس مطلوبا منها حماية الدين، لأنها بالضرورة ستدافع عن رؤيتها هي للدين، و هذا ما يشتكي منه السلفيون و الإخوان و البهائيون، على اختلاف أديانهم.
العلمانية لا تهمش الدين عن مظاهر الحياة. أمريكا (ال أكيد هتضرب بها المثل لاحقا لأن ما حدش شايف غيرها) دولة علمانية و في أعماق أريافها يعيش ملايين تدور حياتهم حول الكنائس و يجوز أن تطلق عليهم طالبان الغرب لتشددهم، كما أخبرني صديق أمريكي.
العلمانية تبعد الدين عن الدولة، و ليس عن حياة الأفراد، لأن الدولة لا ينبغي أن تتدخل في حياة الافراد.
كتبتَ "وافضل مثال علي ذلك دراسة لمركز دراسات امريكي تابع للوبي اليهودي
خلاص! ما أنت حكمت عليه أنه تابع للوبي اليصهيوني الأمريكي و بهذا لا يكون محايدا تجاه الإسلام. يبقى بتستشهد به ليه؟ العلمانية محايدة تجاه كل الأديان لأنها لا تهتم بها. لاحظ "لا تهتم" ليس معناها "ترفضها"، بل معناها "لا تنشغل" بها لأنها تتركها للمجتمع المدني.
كتبتَ "هذه يعني ان العلمانية تقضي علي المسيحية او علي الاقل الايمان بها رويدا رويدا بدل من ان تحميها
كيف أتيت بهذا الاستناج؟ حتى مع تجاهل القرة السابقة التي توضح عبثية الاستشهاد بمؤسسة معادية لدين معين و اعتبارها معيارا للعلمانية!
كتبتَ "اما بالنسبة لترحيب العلمانية بالعقل والقيم العليا فا اخي اي عقل هذا واي قيم عليا تلك التي تبيح زواج الشواذ وتسمح لبيوت الدعارة بالانتشار ولصالات القمار بالرواج"
الرجل كتب العلمانية "ترحب" أي "تتيح المجال" بالقيم العليا، لكنها لا تدعي حيازتها للإصدارة الرسمية من القيم العليا، و تترك للمصلحين الاجتماعيين العمل بحرية، سواء كانت بواعثهم دينية أم لا.
لا أفهم مبرر الارتباط الشرطي للشذوذ بالعلمانية في عقل كل مهاجميها و لا أجد تفسيرا إلا أنه التابو الأعظم الذي يدفع به مناهضو العلمانية لأجل التنفير منها بديماجوية (دي مش شتيمة).
كتبتَ "واي ضمير هذا الذي جعل امريكا تغزو العراق وافغانستان باي ضمي
بالذمة أنت شايف منطق في الكلام دا؟!
ما حدش قال أن العلمانية معناها أن الناس يحبوا بعض و لا يلعبوا مع بعض، (و لا الديموقراطية كمان معناها كدا بالمناسبة)
العلمانية ما فيهاش نموذج للعلاقات الدولية.
و بعدين كون أمريكا دولة علمانية مش معناه أن مصالحها لازم تتفق مع مصالحنا، و لا أننا مجبرين على التوافق مع رغباتها و لا الخضوع لها و لا أننا إن أنشأنا دولة علمانية يجب أن تكون مفصلة على الدولة الأمريكية، و لا أننا لازم مايكونش عندنا ضمير زي ما أمريكا كدولة ما عندهاش ضمير.
يعني عباراتك دي بتفكرني بال بيتفرج على إسرائيل و هي مبهدلة الفلسطينيين في الأخبار و يبص لي بحسرة و يقول لي "هي دي الديموقراطية ال أنت عاوزها"!! إيه العلاقة!
بس كدا.