Thursday, December 18, 2008
عمرو خالد لا يستجيب..بقلم عصام سلطان
عمرو خالد لا يستجيب..مقال يستحق القراءة

تبذل مجموعة الصدام داخل الحكم جهداً متواصلاً لدفع عمرو خالد إلى ما يريدون، ولكن الرجل لا يستجيب، منعته من التليفزيون المصرى، ومن النوادى، ومن مسجد الحصرى، ومن جميع اللقاءات العامة، بهدفٍ واحد، وهو إرغامه على سلوك سبيل العمل السرى، ولكنه لا يستجيب، ما رست عليه أبشع أنواع الضغوط بسبب تفكير زوجة رجل مهم فى إرتداء الحجاب حتى غادر البلاد وأقام فى الخارج سنين عددا، إذ كيف ستكون صورة الأسرة المالكة وبينها محجبة ؟ إعتقدوا أنه بعد أن يعود إلى مصر سوف يستجيب لهم، ولكنه لم يفعل .












كانت آخر هذه الضغوط هو وقف ومنع مشروعه الجديد، الذى يتلخص فى محاربة الفقر والتسرب من التعليم ومواجهة البطالة، وذلك عن طريق مجموعات من الشباب المتطوع تنتشر وتجوب القرى والنجوع وتلتقى بالأسر الفقيرة وتبدأ معهم مشروعات متناهية فى الصغر كتربية جاموسة، أو نول خياطة، أو تسيير توك توك، فى مقابل أن تبذل تلك الأسر جهداً فى إعادة أطفالها المتسربين من التعليم، ويستمر العمل وتستمر المتابعة شهوراً لضمان حسن التنفيذ










وبمجرد أن أعلن عمرو عن مشروعه، تجمع حوله الشباب من كل قرى مصر ومدنها، من مختلف الأعمار والأفكار، المسلم منهم والقبطى، حتى زاد عددهم على سبعين ألفاً، الكل مؤمن بالفكرة، ومستعد للعمل، العمل على محاربة الفقر والبطالة والتسرب من التعليم





وفجأة توقف المشروع، أو بالأصح تم منعه، وحال أدبُ عمرو عن ذكر أسباب منعه، وعلت الدهشة وجوه الجميع، وترددت على الألسنة آلاف الأسئلة، بغير إجابات، وليست جهينة وحدها من يملك الخبر اليقين





إن الخبر اليقين يكمن فى فكر وعقل وسلوك مجموعة الصدام، إذ لا يهم الصداميون الفقراء ولا العاطلين ولا المتسربين من التعليم، إنهم لا يهمهم إلا شعبية عمرو، وانتشار عمرو، ونجاح عمرو، الذى سبق وأن حققه ولازال فى علاج العشرات والمئات من المدمنين، إنهم لا يهمهم إلا دفع عمرو إلى العمل السرى، ليسهل حصاره، وضربه، وإبطال مفعوله




إنها تلك الخطة التقليدية القديمة الحديثة، وهى الدفع بالناجحين المجدين ذوى الأفكار والشخصيات الجاذبة، لأنها صادقة، الدفع بهم إلى سلوك سبيل العمل الحركى التنظيمى السرى، بعيداً عن الأضواء، وعن القانون، فأمثال عمرو يجب أن يتجهوا لتكوين أسرة أو خلية صغيرة، ثم شعبة، ثم مكتب إدارى، ثم .... وهكذا، وعليهم أن يدرسوا منهجاً تربوياً يقوم على السمع والطاعة، فى المنشط والمكره، يقسم المجتمع إلى قسمين، منا وعلينا، ثم يتقابلوا سراً، فى اجتماعاتهم، ومعسكراتهم، وبذلك يسهل اصطيادهم وضربهم والقبض عليهم، وإحالتهم لنيابة أمن الدولة العليا، وتوجيه تهمة قلب نظام الحكم والاشتراك فى تنظيم غير مشروع، ثم حبسهم، ثم إحالتهم إلى المحاكمات العسكرية، إحالة أولى، وثانية، وثالثة، والطريف فى الموضوع أنهم ربما سيكونون حينئذٍ سعداء بذلك، إذ سيعتقدون أنهم على الحق، ألم يأتهم الابتلاء الذى هو سنن


الأنبياء والرسل ؟ إذاً هم على الحق إن شاء الله، وعليهم الصبر والثبات




وهكذا، وفقاً لتفكير مجموعة الصدام، يظل الفريقان المتصارعان يسيران على خطين متوازيين، فريق يزداد تحكماً وتسلطاً وفساداً وسيطرةً على البلاد يوماً بعد يوم، وفريق يعزف أناشيد الصبر والثبات ويعتقد أنه على الحق، وأن الابتلاء هو سنن الدعوات، ولذلك فعلى جميع أفراد الصف انتظار دورهم فى السجون، وهو آتٍ لا محالة، هكذا يسير الفريقان، والمصريون يدفعون الثمن










بيد أن عمرو خالد بذكائه وألمعيته وتجربته، لم يستجب، ولم ولن يتجه إلى العمل السرى الحركى التنظيمى، فعلى الرغم من كم اليأس والإحباط المتولدين فى نفوس الشباب الملتف حوله، بسبب مجهودهم المتواصل فى إعداد المشروع والتهيئة له، ثم إلغائه فجأة، أو منعه، بدون سابق إنذار، على الرغم من ذلك، فإن عقولهم المتفتحة وأفكارهم المتجددة، وروحهم المتوثبة، سوف تخرجهم من تلك التجربة الأليمة حتماً بفائدة




إن مصر تحتاج إلى هذه النوعية من الشباب، شباب يرفض أن يساير المجموعة الصدامية، ويرفض أن يعمل تحت الأرض فى تنظيم سرى فيصبح رقماً لا إنساناً، ويقبل فقط أن يكون مشاركاً وفعالاً ونشطاً فى حل مشاكل بلاده ومجتمعه، المتمثلة فى الفقر والبطـالة والإدمان،







شباب يصنع الحياة بحق، ويعرف كيف يحيا




ويظل السؤال الأهم : أين الناقدون اللائمون لعمرو ؟ أين المتابعون له، فى حركاته وسكناته وهنَّاته ؟ ألم يؤرقهم منعه ؟





انتظرو مقال
صناع الحياة ...رؤية من الداخل... بقلم اسلام العدل
 
posted by islam eladl at 2:05 PM | Permalink |


4 Comments:


  • At December 18, 2008 at 11:07 PM, Blogger H@ssona

    مقال رائع بالفعل
    منظور مختلف و سليم للنظر للمشكلة
    في رايي اول تحليل سليم و سريع للوضع الحالي

     
  • At December 22, 2008 at 7:29 AM, Blogger Anas Alaa

    الأسلوب مش عاجبني . هو بيقارن بين الإخوان و الأستاذ عمرو خالد . أولا الإخوان فكرة شاملة و أسلوب حياة . صناع الحياة أو الأستاذ عمرو خالد واخدين الجانب التنموي في المجتمع و طبعا المرجعية بتاعتهم الإسلام " التنمية بالإيمان" ماشي جميل بس مينفعش نقارن . موضوع العمل السري أنا شايف انه مفيش مشكلة في العمل السري لأن الرسول كان في البداية سري و الحكومة مش هتسيب الإخوان يعملوا علنا وكلنا عارفين ليه . هأقول لحضرتك حاجه لو الأستاذ عمرو خالد تبنى فكرة الإخوان في عمله أو مش فكرة الإخوان . اتنبى فكرة الحكم بالغسلام وقال هنشارك في الحياة السياسية لإن الإسلام نزل عقيدة و شريعةهل هيقدر يشتغل علني زي ما هو شغال دلوقتي . أعتقد لو عمل كده صناع الحياة هيتمسكوا وهيتبهدلوازي ما الناس بيتبهدلوا و الأستاذ عصام سلطان مش عاجبه أنهم بيتبهدلوا. أنا عارف أنهم بيضيقوا عليكم و بيضيقوا على أي واحد محترم لكن كل واحد له التضييق اللي على قده . أنتم شغالين نهضة بالإيمان جميل بس لو تبنيت فكرة الحكم بالإسلام و سياية ومجلس شعب و , , و هيبقى التضييق شكله تاني وبالتالي ستضطر للعمل السري . أرجو التصحيحي لو كلامي فيه غلط .

     
  • At January 3, 2009 at 6:59 AM, Anonymous Anonymous

    ياه كل ده عشان تحط صورتك

    كل ده جنون عظمة ؟

    اتوقع ان التعليق يتشال بس هو موجهة لك انت

    وعلى فكرة المدونة ميتة

     
  • At February 9, 2009 at 12:44 PM, Blogger islam eladl

    جنون العظمة مرة واحدة

    لا حول ولا قوة الا بالله

    ربنا يهديك يابني
    وعامة مش هشيل تعليقك
    والمفترض لو عندك جرأة تكتب اسمك انما دائما الضعفاء يهاجمون وهم متخفيين لانهم اجبن من ان يواجهوا
    عامة
    الحمد لله الذي علمنا ان نترفع عن الدنايا